مسرحية تعالج آفة اجتماعية بعنوان: لا للمخدرات:



مسرحية لا للمخدرات

الفصل الأوّل

 المشهد الأول: 


( داخل القسم(
قسم السنة الثالثة ابتدائي، فيه ثلاثون تلميذا وتلميذة، ومعلمة صغيرة السّن. سليم تلميذ من هذا القسم، وقد تغيّب عن المدرسة أكثر من أسبوع، عندما دخل إلى القسم،ارتفعت أصوات التلاميذ ( ضاحكين وساخرين ) عليه. أمـا المعلّـمة، فقد قامت بتوبيخه، دون أن تأخذ بعين الاعتبار وجهه المصفّر، ويداه المرتعشتان اللتان تجران محفظة ثقيلة. يسقط سليم أرضا من شدّة الإعياء والتعب، ومن ثمّ تسرع المعلّمة وكافة الزملاء لتقديم المساعدة.
وهذا ما جرى بينهم من حوار......
المعلمة: ( بسخرية ) أهلا أيّها التلميذ المجتهد، قد وصلت باكرا اليوم إلى المدرسة. (وترفع صوتها) قل لي لماذا تغيّبت يوم أمس وقبله؟.
سليـم : ( بصوت هادئ لا يكاد يسمع ) لم يسمح لي أبي بالمجيء.
المعلمة: (بغضب) لا تكذب عليّ، لم أسمع في حياتي أنّ أبًا يمنع ابنه من الذهاب إلى المدرسة. وأنتم يا تلاميذ، هل سمعتم بهذا ؟
التلاميذ: ( بسخرية وبقهقهة عالية ) نعم، سمعنا ذلك من سليم؟ لا تقسي عليه معلّمتنا، إنّه رضيع يخاف عليه والده، فهو لم يعرف بعد الطريـق إلى المدرسة.
سليـم: ( بوجه محمّر من شدّة الخجل ) أمّي مريضة، لهذا لم يسمح لــي والدي بالمجيء.
المعلمة: لا أريد أكاذيب أخرى.. هيا اجلس قبل أن يزداد غضبي عليك.
يجرّ سليم رجليه الثقيلتين وقبل أن يصل إلى مكانه يسقط أرضا، وتتبعثر أدوات محفظته، فتندهش المعلمة مما ترى، أما التلاميذ، فيحومون حول سليم (يبكون ويصرخون)، مهما يكن، فسليم صديقهم. تبعث المعلمة "سمير"، ليستدعي المديرة، وما أن تدخل إلى القسم حتى تصرخ، وتأمر التلاميذ بالجلوس بعد أن عمّت الفوضى.
المديرة: اجلسوا، عودوا إلى أماكنكم، حتى أرى ماذا حدث؟.
المعلمة: سليم.. سليم، أُغمي عليه، يبدو أنه مريض.
المديرة: ما الذي أوصله إلى جانب المصطبة؟ هل كان يكتب على الصبورة؟ هل طلب إذنًا بالخروج أم ماذا؟
التلاميذ: (يقاطعون المعلمة والمديرة)، لقد تأخر، فوبّخته المعلّمة.
المعلمة: (بدهشة) لا دخل لتوبيخي في الأمر، فقد كان مريضا، ووجهه كان مصفرّا منذ دخوله باب القسم.
المديرة: (آمرة بعض التلاميذ) اصطحبوه إلى طبيب المدرسة، سألحق بكم بعد قليل.
المديرة: هل ضربتِه؟
المعلمة: (بخوف شديد وقبل أن تسألها المديرة) حالته سيّئة من بداية السنة.
المعلمة: لم أفعل له أي شيء، فليشهد التلاميذ. وبّخته فقط، لأنه تغيّب عن دروسه أكثر من أسبوع، وتأخر اليوم كثيرا. وليست المرّة الأولى التي يفعل فيها هذا.
المديرة: (بغضب واستغراب) ماذا قال سليم بعدها؟
المعلمة: قال إنّ: "والدي منعني من المجيء لأنّ أمّي مريضة، لذا كنت مرغمًا على البقاء بجانبها.

المشهد الثاني: 


( عند طبيب المدرسة) 
نُقل سليم إلى طبيب المدرسة، وهو في غيبوبة تامة، لا يعرف شيئا مما يحدث. يقيس الطبيب ضغطه، ويحقنه بحقنة تمكّنه من استعادة وعيه وقوته. وتلتحق المديرة والمعلمة بالطبيب، فيهرع إلى مساءلة سليم.
الطبيب: ( بلطف وبذكاء أيضا ) قد أخَفتَنا يا بطل. كيف يُغمى على شخص قوي مثلك. (كان الطبيب قد تعمّد أن لا يُشعر سليم بالحرج حتى يجعله يتكلّم ) ماذا أكلت؟ هيا قل لي؟ أريد أن أكون قويا مثلك؟
سليـم: ( بسذاجة طفل صغير ) لم آكل ولم أشرب شيئا هذا الصباح.
الطبيب: ( مندهشا) ماذا؟ أنت لم تأكل شيئا؟ هذا غير ممكن؟
سليـم: ( بعينين ذابلتين، تكاد الدموع تخرج منهما ) أمي مريضة.
المديرة: كنت أتوقع ذلك.
الطبيب: مريضة؟ بماذا؟ ولماذا؟
سليـم: ( يصمت قليلا ) أبي ضربَها.
المديرة: لماذا؟
سليـم: ( بخجل ) لأنها دافعت عن جدّتي، عندما أراد أبي ضربها.
المعلمة: لما يريد والدك ضرب أمّه؟
سليـم: لأنها رفضت إعطاءه المال، لتمنعه من شراء المخدرات.
الطبيب: ( بصوت خشن ) المخدرات؟ لا تقل إنّ والدك يتعاطاها.
المديرة: لا تقلق يا سليم، سنقوم باستدعائه.
سليـم: ( ينهض بسرعة من السرير) أرجوك سيّدتي المديرة، لا تفعلي ذلك، سيضربني والـدي إن عرف أني أخبرتك.
المديرة: لن نستدعيه لوحده، وإنما سنستدعي أيضا أولياء كل التلاميذ.
المعلمة: سنقوم باستدعاء مجموعة من الأطباء ليحدثوهم عن أضرار المخدرات على صحتهم وعلى نفسية أولادهم.

 المشهد الثالث: 


( في البيت(
يدور حوار بين أفراد العائلة، يسمعهم الوالده، فينهال ضربا على سليم ووالدته.ويتسبب ذلك في غيابه عن المدرسة ثانيةً.
سليم: لن أعود مرة أخرى إلى بيت خالي، تعبت من التّرحال المستمّر.
الأم : من يتكفل بمصاريفك، لو بقيت هنا، أنت تعرف أننا بعثنا بك إليه، حتى ينفق على أكْلِك ولباسِك.
سليم : أنا تعبتُ من أبي الذي لا يعمل، إنّه بصحة جيّدة، لكنه يسرق مال جدّتي.
الجدّة: أسكت يا ولدي، سيضربك والدك، إن سمعك.
سليم : لابد أن نواجهه كلّنا، أو نذهب من هنا ونترك له البيت لوحده.
الأب : (يدخل مسرعا وغاضبا يبدو أنه سمع الحوار يوجه الكلام مباشرة لوالدة سليم) ستذهبون وتتركونني لوحدي، هذا رائع، لكن هذا ليس خطأه، أنت من علّمه هذا.
الجدّة: لا يا ولدي ابنك قد كبُر، وأصبح يخجل بك أمام زملائه.
الأب : سأريه الآن كيف يخجل الأبناء بآبائهم.
ينهال الأب ضربا على سليم وأمه، فيصيبه في عينه ويسيل الدم، ويسقط أرضا مغـميا عليه دون حراك بينما الأم والجدّة تصرخان ويجتمع الناس حولهم.

 المشهد الرابع :


فـي المدرســة
غاب سليم- ثانية - أكثر من أسبوع عن المدرسة، فقلق عليه زملاؤه وجميع المعلمين، والمديرة.
المديرة: (تدخل إلى القسم ) من رأى منكم سليم، فقد تغيّب أكثر من أسبوع.
كريـم : سليم جاري، وعرفت من أمي أن والده ضربه لأنه قرر ألا يعود لبيت خاله، كان يريد أن يكون إلى جانب أمه ليتصدّى لعنف والده على أمه.
المديرة: مسكين هذا الولد.كيف هو الآن؟وأين هو؟
كريـم : هو الآن في المستشفى، لأن والده كاد يسقط له عينه، ولم يتركه إلا بعد أن أغمـي عـليه أرضا واجتمع الجيران لإنقاذه.
المديرة: سنقوم بجمع التبرعات لعائلته، فلابدّ على كل واحد منكم أن يقدّم ما يقدر عليه من المال مـن 1 دج إلى 10 دج وما فوق لمن أراد ذلك.سأذهب الآن لإخبار الأقسام الأخرى بهذا.
المعلمة: اسمحي لي سيّدتي المديرة، لديّ اقتراح آخر.هل بإمكاننا الذهاب مع التلاميذ إلى المستشـفى في حملة تضامنية لزيارة سليم.
المديرة: أجل إنها فكرة رائعة، إذن هيئوا أنفسكم ليوم الغد مساء، لنذهب معا إليه.

جلسة عائلية


جلســــــة عـائليـــــــــــــة


ما أحلى وأجمل وأسعد تلك اللحظات التي يجتمع فيها شمل العائلة الكبيرة في نهاية كل أسبوع ( الجدة ، الأمهات ، البنات ، الخالات ، العمات ، الأطفال ) .
تبدأ مراسيم هذا الاجتماع حينما يجتمع الكل هذه المرة عندة الجدة .
وبعد الإستمتاع بطعم العصير الطازج ، يحين الوقت لتناول القهوة ومعها الحلى يا حلوات .
دارت لمياء على الحضور بالقهوة ، وساعدتها إيناس بتوزيع صحون الحلوى اللذيذة على الحضور .
ارتشف الجميع آخر قطرة من القهوة ، وصارت صحون الحلوى بعد دقائق تلمع من النظافة بعد أن مسحها الجميع مسحاً .
تسامر الجميع في شتى المواضيع، ثم قال أمين: هل كنتم تسهرون مثلنا في وقتكم يا جدتي ؟
قالت الجدة: يا أبنائي، لقد تغير الزمان، وتبدلت العادات، في زماننا، كانت الجلسات العائلية في نهاية كل يوم هي أجمل ما ننتظره بتلهف طوال النهار، لأنها فرصة لم الشمل، وتبادل أطراف الحديث والسمر المفيد، لم يكن هناك ما يشغلنا ويشتت تفكيرنا مثلما هو الحال في زمانكم وانتشار وسائل اللهو كالتلفاز والهاتف النقال والانترنت، كنا نجتمع حول الموقد، كل العائلة صغيرها وكبيرها، وإذا تكلم أحد أنصت الجميع، ونعد لذلك ما طاب من المشروبات المتوفرة في زماننا، ونتبادل الألغاز والنكت، لكن كل هذا تغير في زمانكم، وعلى كل، فنصيحتي لكم هي أن تشغلوا وقتكم بكل ما هو مفيد.




جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة التعليم والتقنية
تصميم : يعقوب رضا